الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث ما حكاية فوشيك «العاشرة ليلا» في تونس؟

نشر في  17 سبتمبر 2014  (11:48)

 أضحى عاديا الاستماع الى فرقعات الالعاب النارية مع اقتراب العاشرة ليلا وفي جل المدن والاحياء التونسية. الامر لم يعد مقتصرا على مدينة بعينها بل انتشر في كافة الولايات التونسية وفي التجمعات السكنية الراقية منها والشعبية. اللافت للانتباه في هذه المفرقعات هو تقارب توقيت استعمالها في مختلف انحاء تونس. اما الصوت الذي تحدثه فهو شبيه بالرصاص العابر لسكون الليل... بل صار من البديهي لدى المواطن ربط هذه الفرقعات المتكررة بما يخيم على البلاد من عمليات ارهابية بين الفينة والاخرى.

ويرى البعض في هذا الاصرار على هذه الالعاب النارية بشكل يومي سعيا من قبل البعض ليتعود التونسيون على الرصاص. وهو ما قد يحدث لديهم خلطا في التمييز بين الرصاص والمفرقعات، على غرار ما جرى في احداث منزل وزير الداخلية بالقصرين في ماي الفارط حيث أفاد شاهد عيان ان المجموعة الارهابية التي شنت هجوما مسلحا على منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو في حي الزهور بولاية القصرين، استعملت الالعاب النارية للتمويه ثم استهدفت 4 اعوان امن باستعمال سلاح رشاش مما اسفر عن وفاتهم على عين المكان.

المفرقعات والارهاب؟

التصريحات النقابية الامنية تربط استعمال أصوات الفوشيك والألعاب النارية بسيناريو مدروس من قبل الجماعات المتطرفة من اجل التحضير لعمليات ارهابية في البلاد وحتى يتعود التونسي على أصوات الرصاص.
كما تشير التسريبات من كواليس وزارة الداخلية الى ان الخلايا الارهابية النائمة تتحرك بكل حرية داخل المدن التونسية وتتحكم بخيوط اللعبة وهو ما يرجح ان استعمال هذه المجموعات لأصوات «الفوشيك والشماريخ» قد يكون على علاقة بالتحضير لعملية ارهابية وشيكة.

العاب نارية في كل مكان

ولئن ارتبط استعمال قسط كبير من المفرقعات بالأعراس والأفراح التي يعيش على وقعها التونسيون خلال الصيف، فان هناك جانبا اخر لا علاقة له بحفلات الزفاف. وفي بعض الاحيان يتم اطلاق الالعاب النارية في اماكن مجاورة لمراكز امنية بعينها. ورغم ذلك تتكرر المفرقعات دون ان تدخل عناصر الامن.
اما بالنسبة لتوفر هذه المفرقعات، فيكفي التوجه الى الاسواق وحتى إلى بعض المحلات للاطلاع على الكميات المهولة للالعاب النارية التي تغزو الفضاءات التجارية الشعبية.
لم يعد الامر سريا او خفيا. بل بالامكان اقتناء و نقل واستعمال هذه الالعاب بعيدا عن الرقابة الامنية او الاقتصادية الصارمة. فالمفترض ان تخضع الاسواق والمحلات الى الرقابة الاقتصادية وان تحضر في حفلات الافراح بتراخيص من المراكز الامنية القريبة.

مجهودات غير كافية

المدير الجهوي للتجارة بسيدي بوزيد صالح الرزقي يقول ان اعوان الرقابة الاقتصادية بادارته يجدون صعوبات في حجز العديد من المعروضات المهربة بالاسواق، وهو ما يجبرهم على الاكتفاء بعمليات المراقبة المشتركة بين وزارات الداخلية والتجارة والصحة. ورغم ذلك فقد اعلن عن حجز 18 الف وحدة «فوشيك» في الاشهر الاخيرة في سيدي بوزيد.
اما العضو باللجنة الوطنية لمقاومة التهريب محمد الرابحي فقد اشار في تصريح لاخبار الجمهورية الى حجز ما لا يقل عن 15 الف وحدة من العاب خطيرة بين 5040 وحدة «فوشيك» و8593 لعبة نارية و1900 رصاصة و 380 مسدس.
بقي أن نشير إلى ان مكونات مختلف انواع المفرقعات قد يمكن استغلالها في صنع متفجرات خطيرة، اذا اضيفت لها مواد اخرى. ولئن لم يتم اثبات أي علاقة عضوية بين «الفوشيك الوافد على بلادنا و المواد المستعملة في العبوات او التفجيرات، فان ذلك يبقى مرجحا في انتظار تحرك سواكن حكومية لوقف نزيف التهريب.

محمد الجلالي